تحكى القصة عن صبي الذي كان دائما يذهب لمدرسته واضعا يديه في جيوبه حتى في أسوأ الظروف، ورغم محاولات مدرسيه أن يوقفوا تلك العادة لأنها تقلل من احترامه لهم فإن الصبي لم يكن مهتما، كل ما كان يفكر فيه أن العالم رائع ولا يحتاج سوى أن يتأكد أن الحلوى المفضلة لديه في جيبه وذلك بوضع يده داخل جيوب ملابسه وفي نفس الوقت يحصل على الدفء النادر في الشتاء المحبب لنفسه، وفي أحد الأيام شاهد فراشة رائعة الجمال تمر من أمامه فاتسعت ابتسامته وأخرج يديه من جيوبه محاولا الإمساك بها لكنها كانت مراوغة وظلت تبتعد عنه حتى وجدت صبي آخر وقفت على إصبعه وظلا يبتعدان فيما توقف الصبي في حيرة لم يشعر بها من قبل فلأول مرة حصل على شعور مماثل لأكله الحلوى لكن من فراشة لم يستطع الوصول إليها والأسوأ أن الحلوى وقعت من جيبه أثناء ركضه ورائها، ظل الصبي فترة يفكر في الأمر ويأكل المزيد من الحلوى تعوض ضياع فراشته، ولم يمر كثير من الوقت حتى وجد فراشة جديدة هي التي لاحقته حاول الإبتعاد لكنها ظلت تدور من حوله تحاول اغراؤه بألوانها الشديدة الإثارة رغم عدم امتلاكها الكثير من جمال الأولى فكر الصبي كثيرا في الأمر هل يدعها تمضي ويحتفظ بحلواه أم يحاول امساكها وفي نفس الوقت الحفاظ على الحلوى في جيبه واخيرا قرر تجربة الاختيار الثاني لكنه وجد الأمر صعب، الركض وامساك الفراشة بيد والأخرى في جيبه ليس بالأمر السهل، أبطأ الصبي أخيرا وتجاهل الفراشة التي ملت وقررت الإنطلاق للبحث عن صبي آخر سرعان ما وجدته.
لم يحزن الصبي هذه المرة صحيح أنه لم يعد يبتسم كثيرا ولم يعد مهتما ما إذا كان هناك حلوى في جيبه لكنه ظل في طريقه اليومي يحاول الإبتعاد عن الفراشات أو التفكير فيها لكن القدر لم يتركه كثيرا، هذه المرة شاهد فراشة نارية على اصبع صديقه الذي قرر فجأة التخلي عن فراشته وأصابها في جناحها لتقع على الأرض، أعجب الصبي بالفراشة التي رغم إصابتها استمرت في التحرك ومحاولة العيش على الأرض بعدما فقدت القدرة على الطيران، لكن مهلا أنت قررت ألا تهتم بعد ذلك بالفراشات تذكر أنك ستفقد حلواك إذا قررت أن تحاول مرة ثانية، يدخل الصبي في صراع، هل يحاول اصلاح جناح الفراشة لتتمكن من الطيران دون أن يضمن أن تكون له هذه المرة أم يتجاهلها، صحيح أنه تمكن من عقد ما يشبه صداقة معها لكن مازال بعيد كل البعد عن خطوة وقوفها على إصبعه هي لم تعد تثق في أصابع الصبية مثل البداية وأنت تخاف على ما تملكه من حلوى خاصة أنك لم تعد متأكد من شيئ.
تُرى ماذا يفعل الصبي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق