أدرك من البداية أنه حلم "لوسيد" خاصة أنه وجد قريبه المتوفي جالس على المقهى يشرب كوب الشاي بالنعناع المفضل لديه وصوت ام كلثوم يدوي خلفه من المذياع القديم، ابتسم عندما رآه يدخل ودعاه للجلوس معه وطلب له مشروبه المفضل
- وبعدين
يطرق برأسه مفكرا : لا أعرف
- انت تعلم أن الطريق مسدود
- اعلم لكن سبق أن سلكت طرقا مسدودة
مقاطعا- وماذا كانت النتيجة لاشيئ محصلتك كانت صفر انت لم تتعلم حتى من التجربة شيئ جديد، ولديك ذلك العناد الغبي على سلوك الطرق المسدودة لماذا هذا الإصرار على تلك الطرق المظلمة لما لا تكون كمن تعرفهم يسلكون الطرق المفتوحة.
- إذا سلكت الطرق المفتوحة فماذا يجعلنى مختلف، انت قمت ذلك فماذا كانت النهاية مت وحيدا في محطة القطار، يجب أن اعترف أن موتك كان له أثره علي رغم أننا لم نكن مقربين لكن الفكرة مزعجة، أن تموت دون ترك أثر، أن تموت وحيدا.
- يغمغم: أنا لم اشتكي عند وفاتي لم أكن أفكر فيما إذا كنت وحيدا أثناء مواجهة الموت، ربما أكون سلكت طرق عادية لكنها كانت باختياري لم يجبرني عليها أحد واستمتعت فيها.
- وماذا تركت بعد وفاتك، لاشيئ، لا شيئ على الإطلاق.
- لماذا نتحدث عني، لما لا نركز على ما تفعله، على الأقل أنا توفيت، فماذا عنك، انت مازلت حيا ولديك فرصة، متى ستتوقف عن محاولاتك اليائسة وتبدأ في الحصول على حياة حقيقية.
- أنا لدي حياة حقيقية، ماذا تريدني أن أفعل.
- أنت تعلم عن ماذا أتحدث
- الوقت تأخر ربما يجب أن أرحل الآن لدي عمل
يحاول السير مسرعا فيما يأتي صياح قريبه من خلف ظهره: "إجعله ينبض أو انزعه" بينما يتصاعد صوت أم كلثوم وهي تتسائل "أغدا ألقاك" فيما يحاول هو الأجابة على سؤال قريبه "وبعدين ؟؟؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق