السبت، 15 يونيو 2013

غريق


دائما ما كان يفاجئني بمكالمات نصف الليل طالبا مقابلتي حاولت كثيرا التهرب لكنه يملك أسلوب مقنع يجعلني أرغب في لقائه ومعرفة ما يدور بعقله.

هكذا هو "عودة" الذي لا يفوت الفرصة للعن والده على هذا الاسم الغريب الذي تسبب في سخرية زملائه بالمدرسة منه وجعله رافضا إكمال تعليمه مفضلا أن يكون درويش مودرن يحرص على أناقة مظهره والسيجارة ذات المبسم الذهبي التي لا تفارق يده مهما حدث.

- دبشليم هل كنت نائم ؟
- لا كنت منتظر مكالمة سيادتك.
- جيد أرغب في لقائك.
- بالتأكيد دعنى فقط أرى مواعيد عملى وسأكلمك لأخبرك متى
- دبشليم حدد الموعد من الان أنا اعرف انك تقول ذلك للتخلص مني لكن صدقني الأمر يهمك.
- ما الامر ؟
- فقط قابلني وسأحكى لك كل شيئ تأكد أني لم أكن لأتصل لو لم يكن أمر خطير.
- حسنا لقد توترت الأفضل أن تقول ما الأمر.
- لقد حلمت بك.
- حلمت بي ؟ ارجو ألا يكون اللقاء لأنك تفكر في الزواج مني :D
- دبشليم لا وقت للمزاح قابلني غدا عند قهوة بندق.




في اليوم التالي اتجه للقهوة لأجده مرتديا بذلته السوداء التي يحرص على نظافتها رغم أنها لم تعد تتحمل رحب بي وجلسنا.

- هل ترغب في شرب شيئا ما
- لا شكرا، ما الأمر ؟
- (يبتسم ويشعل سيجارته) انت متعجل على غير عادتك ما الأمر  هل انت ذاهب رؤيتها.
- لست متعجل كل ما في الأمر انك اقلقتني بالأمس.
- لم تجب على سؤالي هل ستذهب لرؤيتها ؟
- انت سخيف لما تبدأ في الحديث فيما ترغب في قوله.
- حسنا لا داعى للعصبية انا قلت لك أنى حلمت بك وأعرف ما الأمر انت تعلم أن أحلامي لم تفشل أبدا في تحذيرك من الخطر.
- وهل أنا في خطر ؟
- دعنى اروي لك حلمي، الأمر يبدأ وأنت تحاول تتبع فتاة ما وهي لا تلتفت لك لكنك مصر حتى أنك تقفز ورائها في الماء رغم أنك لا تعرف السباحة وتحاول إمساكها لتجدها تجذبك من يدك حتى قاع البحر ثم تترك يدك لتبدأ في الغرق وهي لا تحاول فعل شيئ وعلى وجهها نظرة جامدة كأنها تقول لك "أنا لم ألتفت لك لما تبعتني".
- ثم ؟
- لا شيئ تغرق وترقد في قاع المياه جثة هامدة.
- ما شاء الله حلمك رائع، ربما يجب أن انتحر من الآن لتحقيق حلمك.
- توقف عن السخرية، وقل لي ماذا ستفعل ؟.
- سأبدأ في تعلم السباحة :D
- لما لا تتركها.
- وأدع حلمك يفشل، بالعكس ربما حلمك ذلك دافع للبوح بكل شيئ صحيح أن الأمر سينتهي بفشل ذريع لكن على الأقل ساعتها سيتوقف ذلك الصراع اليومي داخل عقلي وأكون قد حاولت ولم اسقط دون قتال.
- انت مجنون
- بالفعل هذا وقت التصرف بجنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق