لم تدري سبب موافقتها على السفر معه إلى فيينا رغم أنه ليس صديق وثيق لها كل ما في الأمر أنه كان زميل عمل جيد لها لكن تعتقد انه بمثابة يد إلهية لإنقاذها من الإحباطات التي تقتل روحها تذكر جيدا كيف بدأ الأمر فأثناء معاناتها مع احباطتها اليومية بالعمل وجدت رقمه على هاتفها كالعادة اعتقدت أنه يتصل ليدعوها إلى إحدى التجمعات لزملاء العمل السابقين لكنه فاجئها بحاجته لمقابلتها ضروري حاولت التعلل بالعمل للتهرب منه لكنه أصر بشكل غريب قائلا أنه" سينقذها" وعندما قابلته عرض عليها الأمر السفر إلى فيينا لمدة اسبوع ذهلت في اول الامر واعتقدت أنه ربما يعتقدها فريسة سهلة رغم أنه لم يظهر عليه يوما أنه من الباحثين عن المتعة مع النساء لكن لسبب استبعدت الامر ووافقت متجاهلة فكرة أنه لم يسبق لها السفر للخارج فما بالك مع شخص لا تعرفه تمام المعرفة.
وبعد رحلة طائرة لم تشعر بها من كثرة ما شغل عقلها من تفكير عن سبب تلك الدعوة وصلت إلى فيينا، أول يوم رفضت الخروج من الفندق رغم اصرار زميلها على الامر لكنها باصرار اشتهرت به بين زملائها رفضت وظلت نائمة لكن في اليوم التالي خرجت معه للافطار في مطعم الفندق حيث تبادلت حديثا خفيفا معه وخرجوا للتنزه في شوارع المدينة وحدائقها الرائعة لكنها ظلت مبتئسة رافضة للنظر للجمال الذي يحيط بها مفكرة في البؤس الذي تعيش فيه وعند العودة للفندق وجدت في غرفتها فستان سهرة رائع كادت تبكى من روعة تفاصيله وجماله اتصلت بزميلها لتشكره على الفستان لكنه انكر الامر تماما ما جعلها تغضب منه قائلة بأنه لا داعي لتلك التصرفات الغريبة ليتأسف لها لكن مع الاصرار على جهله عما تتحدث عنه عارضا عليها القدوم لتفهم الامر بشكل افضل لكنها رفضت قائلة لا داعي لكن يبدو أني اخطأت في السفر فلست في حاجة إلى المزيد مما يشغل بالي محدثة نفسها أملك بالفعل الكثير مما يزعجني.
مع حلول الليل وجدت خدمة الغرف تطرق بابها وسلموا لها جوابا أنيق مكتوب بانجليزية راقية لكن قديمة تدعوها لحفل في قاعة فيينا للحفلات الشهيرة كانت سترفض الدعوة لكن لفت انتباهها التوقيع الذي كان " Saviour" حسنا تلك خدعة رخيصة لن تنطلي علي لكن الفضول والرغبة في الانقاذ دفعاها للبحث عن الفستان الرائع وارتدائه واثناء النزول على الدرج فكرت في أنه كان يجب ابلاغ زميلها حتى لا يقلق لكن طبيعتها الرافضة لمبدأ سيطرة الرجال ذكرتها بأنها امرآة راشدة لا تحتاج إلى ولي أمر وهرعت لركوب أول سيارة اجرة وابلغته بالعنوان.
حسنا لقد وصلتي الى المكان ايقظتها كلمة السائق من شرودها لتجد نفسها أمام قاعة الرقص الكبري بفيينا واحد العاملين يفتح لها الباب مرتديا زي من العصر الفيكتوري والباروكة منحنيا لها وعند دخولها البوابة سألها كبير الخدم عن الاسم ذكرت اسمها لتجد ابتسامته تتسع طالبا منها الانتظار دقيقة واحدة لينادي على سائق عربة خيل ويصدر بعض الاوامر لتجد طريقا ممتدا إلى جانب القاعة مضاء بمصابيح جميلة الشكل وتفتح العربة ويساعدها كبير الخدم في الركوب كانت تبتسم دون ارادتها ناسية كل ما يشغل بالها من هموم سعيدة بجو القصص الخيالية الذي يحيط بها.
توقفت العربة الخيالية أمام مشهد رائع خلف القاعة حيث ساحة خضراء تطل على نهر الدانوب الذي يتلالا على سطحه أضواء المصابيح في مشهد اسطوري تحيط به الزينة المعلقة واواني زهور التيوليب الخجلة الرافضة أن تتفتح خوفا من يظهر سوء شكلها إلى جانب تلك الاميرة الهابطة من العربة ولا ينقصها سوى تاج يزين شعرها الناعم كانت مذهولة مما تشاهده حتى وجدت السائق يناديها قائلا السيد يتنظرك عند السور تسائلت ترى من هذا السيد الغامض ذهبت الى سور الحديقة المطل على النهر لتجده معطيا ظهره سألته في فضول " من انت" التفت اليها فاستمرت في الحديث متلهجة ما الذي تفعله وما معناه وقبل أن تسترسل في قذائفها من الكلام وجدته يجيبها بصوت عميق "مهلا.. مهلا ألا يمكننا الاستمتاع للموسيقى قبل التحدث" صمتت لتبدأ في ملاحظة محدثها الذي لم يظهر وجهه من القناع الاسود الذي يرتديه لكن يمتلك جسد رياضي لا تظهره تلك البدلة الرائعة، اعاد الرجل الغامض السؤال "هلا نستمع للموسيقى" ردت في بلاهة "اية موسيقى" قالها اغمضي عينك واستمعي وفعلا بدأت الانغام تتصاعد في اذنها سألته ما تلك الموسيقى الرائعة اجاب انه فالس الدانوب الازرق هل ترغبين في الرقص، لكني لا اعرف كيفية الرقص قالها ليس مهما فقط دعي الامر لي امسكها يدها ووضع راحة يده الاخرى على ظهرها ملئها شعور بالراحة لم تدركه منذ زمن لدرجة انها بكت ونامت على صدره ليحتضنها وهو يرقص بها والموسيقى تحتل كيانها وتتصاعد كما لو أنها تنتقل الى عام اخر حالم لا يحتوي على اي من احزانها التى لم تعد تتذكر ما هي او ماذا تفعل في حياتها كل ما تدركه انها قد تموت إذا عادت لحياتها القديمة، استيقظت من احلامهما على صوته يسالها بما تفكر نظرت الى القناع الاسود مليا وسألته في أمل هل تنقذني حقا ايها المنقذ اجابها بالطبع والا لماذا افعل ما افعله الان، ردت اذن ستأخذني معك صمت قليلا ثم اجاب لا استطيع ، اذن فما فائدة ما تفعله الان هل تحاول ان تخدرني بعض الوقت حتى اعود لعالمي ضعيفة وتفترسني احزاني وآلامي انت لست بمنقذ بل قاتل يحاول ان يغرقني في البحر بدعوى مشاهدة سحر مجهول اسفل الماء وابعدت يديه عنها وجرت وهي تبكي متسائلة ما فائدة ذلك الجمال إذا لم ينقذني من بؤسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محدش يسألني ايه ده انا نفسي معرفش كل الحكاية ان كنت صايم ودماغي لسعت وكان في اصرار من دماغي ان اسيب الشغل واكتب ده xD
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق