الجمعة، 20 ديسمبر 2013

حلم لوسيد (7): ربما


مرة أخرى يعود دبشليم لأحلامه اللوسيدية وهذه المرة يجد نفسه على ضفة نهر في يوم شتوي شديد البرودة ويقرر كالعادة أن يمشي في خطوات سريعة لبعث الدفء في أوصاله المتجمدة والتفكير في عدة أشياء تشغل باله قبل أن يقاطعه صوت أنثوي

- استنى استنى انت بتجري كده ليه مش شايفني خلاص اتعميت

- هو انتى يا بتاعة

- بتاعة في عينك واثبت بقى مش شايفني لابسة كعب

- انا عاوز افهم حاجة يعني عارفة اني هتمشى جاية بكعب ليه

- دي حاجات بنات ايش فهمك انت

- انا اللى اعرفه انه لو مش عارفة تمشي بكعب البسي حاجة مريحة، كوتشي مثلا

تقف مبعوثة عقله واضعة يدها على وسطها وعلى وجهها نظرة استنكار

- كوتشي، بجد أنا قلقانة على ذوق اللى هتتجوزك لو فضلت معاك هتتدهور شياكتها قد ايه



- انا نفسي قلقان عليها وبفكر اعملها بوليصة تأمين على الحياة

- كوميدي حضرتك، ما علينا المهم انا جاية في مهمة رسمية عاوزين يسألوا عن حاجة

- خير

- هتعمل ايه في الموضوع اللى مش منيمك ده ؟

يبتسم دبشليم ويمشي ببطء وهو تجاوره

- لهو انا بسألك عشان تبتسم، جاوب اخلص عندنا شغل فوق

- تصدقي انا المفروض اديكي اسم مينفعش كل شوية اقول مبعوثة العقل او رسول العقل حاجات تقيلة

- كتر خيرك يا اخي جه على بالك تسميني في الحلم السابع يكونش ده سبوعي

- ايه رأيك اسميكي "سونريثا" ده اسباني

- لا انت ألدغ في السين وأصلا مش حلو الاسم وبجد يعني هتحولني لنكتة وسط اصحابي "ثونريثا"، ده انا اشتغل مع القلب ولا انه يبقى اسمي كده

- عيلة فقرية

- رخم

- شكلنا هنقضيها تهزيق في بعض

- طيب خلاص جاوب هتعمل ايه ؟

- وانا ليه اجاوب وليه اعمل حاجة وليه ده كله

- مبقتش مرتحالك يا دبشليم عمال تلف وتدور تلف تدور وبقيت مزعج ونكدي وبتطفش الناس وكل ما احكيلك موضوع تتهرب

- تعالى نقعد نتفرج على النهر

- ماشي  انا كنت عاملة حسابي وجايبة عصاية عشان العب في الطين

تجلس بجانبه ممكسة بعصاة تحفر بها في الطين، فيما يسأل دبشليم نفسه من أين أتى عقله بمثل تلك المخلوقة

- مش هتجاوب

- بصي انا عملت اللى اقدر عليه بس الظاهر في خطط تانية مكتوبة مش هينفع اغيرها وانه من الاحسن نعدي الفترة دي في هدوء

- بجد عملت اللى تقدر عليه ولا عشان ملقتش رد الفعل اللى عاوزه شايف انه مش هينفع، مش ملاحظ انك دايما مش بتتفائل في الموضوع ده وانك بقيت كئيب وبتدور على حجة تعكنن بيها على الكل، الكائن اللى بيحول اي حاجة بسيطة لشيئ يضايق وسبب للزعل انا شايفاه اهو على طرف مناخيرك

- لحظة انتي جبتي العصاية المطينة وحطتيها على مناخيري

- شوفت اهو الكائن المزعج بيحول حاجة بسيطة زي شوية طينة على مناخيرك لسبب للتهرب، يا بني اتخلص منه، وايه يعني شوية طينة اعتبرها ماسك للبشرة هيهيهيه.

- تصدقي انا فعلا كان ناقصني شوية طينة على وشي

- يا عم ولا تزعل اهو شوية طينة كمان يستاهلوا وشك

- يا جزمة يعني لو زقيتك في المية دلوقتي

- لا مش ههون عليك انا عارفة غلاوتي عندك، المهم ايه بقى الوضع

- اظن انه الوضع شبيه برفعت اسماعيل وماجي

- هههههههههه بجد، ده انا كنت بسمعهم هناك متعصبين من الحكاية دي

- ارجعيلهم تاني هتلاقيهم زي الاخوان بيحاولوا يبرروا الوضع دلوقتي وكل واحد حاطط جزمة في بوقه ومبسوط

- طيب، للأبد ؟

- لا بجد متوقعة انتي متوقعة اني اقول كلام مش بتاعي

تحدجه مبعوثة عقله بنظرة نارية عاقدة يديها على صدرها

- ستظل تحبني للأبد ؟

- طيب خلاص


وحتى تحترق النجوم وتفنى العوالم -
 ..حتى تتصادم الكواكب وتذبل الشموس..
 .. وحتى ينطفئ القمر وتجف البِحار والأنهار..
..حتى اشيخ فتتآكل ذكرياتى ..
..حتى يعجز لسانى عن لفظ اسمك ..
..حتى ينبض قلبى للمره الاخيره ..
..فقط عند ذلك ربما اتوقف..
..ربما ..


- ايوة كده عاجبني انك حاطط ربما بأصغر خط ممكن كأنها مش موجودة كأنك بتقول مش هيحصل

- ما شاء الله انتي المفروض تكتبي شرح ابيات الشعر في كتب وزارة التعليم ليكي مستقبل في اجابة سؤال ماذا يقصد الشاعر وشرح الابيات

- نخلص من النكدي يطلع لنا بتاع التريقة

- لا يطلع و لا ينزل انا هقوم

يقف دبشليم وينفض ملابسه ويبدأ في السير فيما تقوم مبعوثة عقله بإلقاء العصا في المياه في تصرف طفولي يبتسم له دبشليم ويقف منتظرا أن تسير إلى جانبه ليبدآ التحرك

- سؤال كمان
- قولي يا مزعجة
- مش هتحضنها
- لا
- ليه
- يعني مش عارفة
- يعني لو مثلا مثلا يعني قولنا انه مفيش موانع ومحاذير وقيود هتعملها
- لا
 - برضه ليه بقى
- لاني يوم ما احضنها ما اضمنش اني ممكن اسيبها ابدا

تبتسم مبعوثة عقله في سعادة وتشبك يدها في يده ليبتعدا وهي تتحدث

- انت عارف اسم سونريثا مش وحش قوي هو بس لو يبقى بيني وبينك مش لازم نقوله لحد او ممكن ندور على اسم تاني لطيف كده يليق بآنسة زيي
- على فكرة جزمتك اللى بكعب حلوة
- مش كده والنبي انا كنت عارفة انها هتعجبك استنى اقف
- هتعملي ايه
- بص قدامك بس
- اه لا انزل من على كتافي يا هبلة هنقع انتي تقيلة 
- نهارك اسود انا تقيلة
- لا مش قصدي، اه بطلي شد في شعري
- لازم تنقي كلامك معايا، انت فاكرني لما تقولي كده هروح اعيط على جنب ده انا هطلع عينك لغاية ما تصالحني، امشي بسرعة وديني سينما وجيبلي ورد وهدايا وكل حاجة بحبها، انطلق يا عبد السوء
- جززززززمة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق