الخميس، 16 يناير 2025

لوسيد صفر: عتمة

مشاه


يجلس "شارلي ويلسون" في اجتماع اللجنة الخاصة بتوفير الأموال لدعم المجاهدين في مواجهة الغزو السوفيتي لافغانستان يطالب بتوفير عدة ملايين لبناء مدرسة لاستيعاب الصبية الأفغان بعد انتهاء الحرب لكنه يفاجئ  برفض اللجنة دفع تلك الأموال، باعتبار أن الحرب انتهت ولم يعد هناك حاجة لدفع المزيد من الأموال، ما يغضب "ويلسون" الذي ينبههم إلى خطورة سياسة أمريكا المفضلة قائلا "هذا ما نفعله دائما نتدخل في المنطقة بأفكارنا ونغيّر العالم ثم نرحل، دائما نرحل وهذا الأمر يستمر في الارتداد في وجهنا"، لكن يصاب بالإحباط عندما يخطئ رئيس اللجنة في اسم الدولة التي يتحدثون عنها ويصمت لأنه أدرك أن أمريكا تفسد الأمر كعادتها.

رغم ادعائي بأني من المهتمين بالتاريخ فإن الغزو السوفيتي لافغانستان لم يحظى بكثير من الاهتمام مني نتيجة أن معظم ما شاهدته كان جزء من فيلم وثائقي طويل يرصد أهم أحداث القرن العشرين وعدم وجود وقت للبحث في الأمر لكن ما أعاد الاهتمام إليّ هو فيلم Charlie wilson's war والذي يحكي عن السيرة الذاتية عن واحد من أهم المساهمين في توفير الدعم للمجاهدين وهو السيناتور "شارلي ويلسون" الذي تمكن من زيادة دعم المجاهدين من بضعة ملايين إلى مليارات الدولارات وكان من أشد المتحمسين لهم حتى النهاية وذلك لهدف واحد وهو انهاء سطوة الاتحاد السوفيتي.

الفيلم الرائع يحكي في تتابع سلس قصة حياة السناتور الذي استطاع الحفاظ على منصبه في الكونغرس لعدة دورات عن ولاية تكساس، أكثر من 5 دورات، وكيف ساهم في أكبر عملية تدخل أميركي سرية خلال الحرب الباردة ليتمكن الأفغان من إذلال السوفيت في مستنقع دموي كلفهم الكثير من المعدات والأرواح وأهدر هيبتهم ما عجل بتفكيكه.

اللقطات التي شدت انتباهي لشخصية "ويلسون" هو أنه مصمم على هدفه وهو إسقاط السوفيت بالضربة القاضية مهما كلفه الأمر واستغل وجوده في لجنة الدفاع لتوفير كافة التمويل الذي طلبته المخابرات الأميركية لتحقيق هدفه لم يمل من المفاوضات وكان يسافر في جولات مكوكية بين السعودية وباكستان والولايات المتحدة وعدة دول أخرى لضمان تدفق الأموال والسلاح للمجاهدين